الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
فرط: الفارِطُ: المتقدّم السابقُ، فرَطَ يَفْرُط فُروطاً. قال أَعرابي للحسَن: يا أَبا سَعِيدٍ، عَلِّمْني ديناً وَسُوطاً، لا ذاهباً فُروطاً، ولا ساقِطاً سُقوطاً أَي دِيناً مُتوسِّطاً لا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ ولا متأَخِّراً بالتُّلُوِّ، قال له الحسن: أَحسنت يا أَعرابي خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وفرَّطَ غيرَه؛ أَنشد ثعلب: يُفَرِّطُها عن كُبّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ *** كَرِيمٌ وشَدٌّ ليس فيه تَخاذُلُ أَي يُقَدِّمُها. وفرَّطَ إِليه رسولَه: قدَّمه وأَرسله. وفرَّطَه في الخُصومةِ: جَرَّأَه. وفرَط القومَ يفرطهم فَرْطاً وفَراطاً وفَراطةً: تقدَّمهم إِلى الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِيةِ والدِّلاء ومَدْرِ الحِياض والسَّقْيِ فيها. وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَي سبقْتُهم إِلى الماء، فأَنا فارِطٌ وهم الفرَّاطُ؛ قال القُطامي: فاسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحابَتِنا، كما تَقَدَّمَ فُرّاطٌ لِوُرَّادِ وفي الحديث أَنه قال بطريق مكة: مَن يَسْبِقُنا إِلى الأَثايةِ فَيَمْدُر حوْضَها ويُفْرِطُ فيه فيَمْلَؤُه حتى نأْتِيَه، أَي يُكْثر من صبّ الماء فيه. وفي حديث سراقة: الذي يُفْرِطُ في حوْضِه أَي يَمْلَؤُه؛ ومنه قصيد كعب: تَنْفي الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه أَي ملأَه، وقيل: أَفْرَطَه ههنا بمعنى تركَه. والفارِطُ والفَرَطُ، بالتحريك: المتقدِّم إِلى الماء يتقدَّمُ الوارِدةَ فُيهَيِّء لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويملأُ الحِياضَ ويستقي لهم، وهو فَعَلٌ بمعنى فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنى تابِعٍ؛ ومنه قول النبي، صلّى الله عليه وسلّم: أَنا فرَطُكم على الحوْضِ أَي أَنا متقدِّمُكم إِليه؛ رجل فرَطٌ وقوم فرَطٌ ورجل فارِطٌ وقوم فُرَّاطٌ؛ قال: فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً حُثَّماً، أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُرْسِ ويقال: فرَطْتُ القومَ وأَنا أَفرُطُهم فُروطاً إِذا تقدَّمْتَهم، وفرَّطْت غيري: قدَّمْتُه، والفَرَطُ: اسم للجمع. وفي الحديث: أَنا والنبيّون فُرَّاطٌ لقاصِفينَ، جمع فارِطٍ، أَي متقدّمون إِلى الشَّفاعةِ، وقيل: إِلى الحوْضِ، والقاصِفونَ: المُزْدَحِمون. وفي حديث ابن عباس قال لعائشة، رضي اللّه عنهم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ، يعني رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم وأَبا بكر، رضي الله عنه، وأَضافهما إِلى صِدْقٍ وصفاً لهما ومَدْحاً؛ وقوله: إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا يجوز أَن يكون من الفَرَط الذي يقع على الواحد والجمع، وأَن يكون من الفَرط الذي هو اسم لجمع فارِطٍ، وهذا أَحسن لأَن قبله فوارساً فَمُقابلة الجمع باسم الجمع أَوْلى في قوة الجمع. والفَرَطُ: الماء المتقدّمُ لغيره من الأَمْواه. والفُراطةُ: الماء يكون شَرَعاً بين عدَّةِ أَحْياء مَن سبَق إِليه فهو له، وبئر فُراطةٌ كذلك. ابن الأَعرابي: الماء بينهم فُراطةٌ أَي مُسابَقة. وهذا ماء فُراطة بين بني فلان وبني فلان، ومعناه أَيُّهم سبَق إِليه سَقى ولم يُزاحِمْه الآخَرُون. الصحاح: الماء الفِراطُ الذي يكون لمن سبق إِليه من الأَحْياء. وفُرَّاطُ القَطا: متقدِّماتُها إِلى الوادي والماء؛ قال نِقادَةُ الأَسدي: ومَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا، لم أَرَ، غِذْ ورَدْتُه، فُرّاطا إِلاَّ الحَمام الوُرْقَ والغَطاطا وفرَطْت البئرَ إِذا تركتَها حتى يَثوب ماؤها؛ قال ذلك شمر وأَنشد في صفة بئر: وهْيَ، إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ، ذاتُ عِقابٍ همشٍ، وذاتُ طَمْ، يقول: إِذا أُجِمَّتْ هذه البئرُ قَدْرَ ما يُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثابت بماء كثير. والعِقابُ: ما يَثوب لها من الماء، جمع عَقبٍ؛ وأَما قول عمْرو بن معديكرب: أَطَلْتُ فِراطَهم، حتى إِذا ما قَتَلْتُ سَراتَهم، كانت قَطاطِ أَي أَطَلْت إِمْهالَهم والتَّأَني بهم إِلى أَن قتلتُهم. والفرَطُ: ما تقدَّمك من أَجْرٍ وعَمَل. وفرَطُ الولد: صِغاره ما لم يُدْرِكوا، وجمعُه أَفراط، وقيل: الفرَطُ يكون واحداً وجمعاً. وفي الدعاء للطِّفل الميت: اللهم اجعله لنا فَرَطاً أَي أَجراً يتقدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه. وفرَطَ فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم: ماتوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ موتُه؛ عن ثعلب. وأَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً: قدَّمتهم. قال شمر: سمعتُ أَعرابية فصيحة تقول: افْتَرَطْتُ ابنينِ. وافترَط فلان فرَطاً له أَي أَولاداً لم يبلغوا الحُلُم. وأَفْرَطَ فلان ولداً إِذا مات له ولد صغير قبل أَن يبلغُ الحُلُم. وافترط فلان أَولاداً أَي قدَّمهم. والإِفْراط: أَن تَبعث رسولاً مجرَّداً خاصّاً في حوائجك. وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِرطاً أَي سابقتُهم وهم يتَفارَطون؛ قال بشر: إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً مُجَلِّحةً، نَواصيها قتامُ يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِياتٍ، كما يتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ ويُروى: الحِيامُ. وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه؛ وقول أَبي ذؤيب: وقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا قَلِيباً سَفاهاً، كالإِماءِ القَواعِدِ يعني بالفُرَّاط المتقدِّمين لحفر القَبْرِ، وكله من التقدُّم والسبقِ. وفرَط إِليه مِنِّي كلامٌ وقولٌ: سبَق؛ وفي الدعاء: على ما فرَط مِنِّي أَي سبق وتقدَّم. وتكلم فلانٌ فِراطاً أَي سبقت منه كلمة. وفَرَّطْته: تركتُه وتقدّمته؛ وقول ساعدة بن جؤية: معه سِقاءٌ لا يُفَرِّط حَمْلَه صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ أَي لا يترك حملَه ولا يُفارقه. وفرَط عليه في القول يَفْرُط: أَسرف وتقدَّم. وفي التنزيل العزيز: إِنّا نَخاف أَن يفرُط علينا أَو أَن يَطْغَى؛ والفُرُطُ: الظُّلْم والاعتداء. قال اللّه تعالى: وكان أَمْرُهُ فُرُطاً. وأَمره فُرُطٌ أَي مَتْروك. وقوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي متروكاً تَرَك فيه الطاعة وغَفَل عنها، ويقال: إِيّاك والفُرُطَ؛ وفي حديث سَطيح: إِنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهم أَي تَرَكهم وزال عنهم. وقال أَبو الهيثم: أَمرٌ فُرُطٌ أَي متهاوَنٌ به مضيَّع؛ وقال الزجاج: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي كان أَمرُه التفريطَ وهو تقديم العَجْز، وقال غيره: وكان أَمرُه فُرطاً أَي نَدَماً ويقال سَرَفاً. وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: لا يُرى الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً؛ هو بالتخفيف المُسرف في العمل، وبالتشديد المقصِّر فيه؛ ومنه الحديث: أَنه نام عن العشاء حتى تفرّطت أَي فات وقتُها قبل أَدائها. وفي حديث توبةِ كعبٍ: حتى أَسرعوا وتَفارَطَ الغَزْوُ أَي فات وقتُه. وأَمر فُرُط أَي مجاوَزٌ فيه الحدّ؛ ومنه قوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً. وفَرَط في الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك التفريطُ. والفُرُط: الفرَس السريعة التي تَتَفَرَّط الخيلَ أيُ تتقدَّمُها. وفرس فُرُط: سريعة سابقة؛ قال لبيد: ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي فُرُطٌ وِشاحي، إِذ غدوتُ، لجامُها وافترَط إِليه في هذا الأَمر: تقدّم وسبَق. والفُرْطة، بالضم: اسمٌ للخروج والتقدّم، والفَرْطة، بالفتح: المرّة الواحدة منه مثل غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة؛ ومنه قولُ أُمّ سلمة لعائشة: إِن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نهاكِ عن الفُرْطة في البِلاد. غيره: وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكِ عن الفُرْطة في الدِّين يعني السبْق والتقدّم ومجاوزة الحدّ. وفلان مُفْتَرِط السِّجال إِلى العُلى أَي له فيه قُدْمة؛ وأَنشد: ما زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلى العُلى، في حَوْضِ أَبْلَجَ، تَمْدُرُ التُّرْنُوقا ومَفارِطُ البلد: أَطرافه؛ وقال أَبو زبيد: وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّمِّ لعَمْياءَ في مَفارِط بيدِ وفلان ذو فُرْطة في البلاد إِذا كان صاحبَ أَسفار كثيرة. ابن الأَعرابي: يقال أَلْقاه وصادَفه وفارَطَه وفالَطَه ولاقَطَه كله بمعنى واحد. وقال بعض الأَعراب: فلان لا يُفْتَرَط إِحسانه وبرُّهُ أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه. والفارِطان: كَوْكَبان مُتباينان أَمام سَرِير بَنات نَعْشٍ يتقدَّمانها. أَفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشيره لتقدّمها وإِنذارها بالصبح، واحدها فُرْطٌ؛ وأَنشد لرؤبة: باكَرْتُه قبل الغَطاط اللُّغَّطِ، وقبل أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ والإِفراطُ: الإِعجال والتقدُّم. وأَفْرَطَ في الأَمر: أَسرف وتقدَّم. والفُرُط: الأَمر يُفْرَط فيه، وقيل: هو الإِعجال، وقيل: النَّدَم. وفرَط عليه يَفْرُط: عَجِل عليه وعَدا وآذاه. وفرط: تَوانَى ونَسِيَ. والفَرَطُ: العَجلة. وقال الفراء في قوله تعالى: إِنّا نَخاف أَن يَفْرُط علينا، قال: يَعْجَل إِلى عُقوبتنا. والعرب تقول: فَرَط منه أَي بَدَر وسبَق. والإِفْراط: إِعجالُ الشيء في الأَمر قبل التثبُّت. يقال: أَفْرَط فلان في أَمره أَي عَجِل فيه، وأَفْرَطه أَي أَعجله، وأَفرطت السِّقاءَ ملأْته، والسحابةُ تُفْرط الماء في أَول الوَسْمِيّ أَي تُعجله وتُقدِّمه. وأَفْرَطت السحابة بالوسمي: عَجَّلت به، قال سيبويه: وقالوا فَرّطْت إِذا كنت تُحذّره من بين يديه شيئاً أَو تأْمره أَن يتقدَّم، وهي من أَسماء الفعل الذي لا يتعدّى. وفَرْطُ الشهوة والحزن: غلبتهما. وأَفْرط عليه: حَمَّله فوق ما يُطيق. وكلُّ شيء جاوز قَدْرَه، فهو مُفْرِط. يقال: طول مُفْرِط وقِصَر مُفْرِط. والإِفراط: الزيادة على ما أُمرت. وأَفرطْت المَزادةَ: ملأْتها. ويقال: غَدِير مُفْرَط أَي ملآن؛ وأَنشد ابن بري: يَرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ صَوافٍ، لم يُكدِّرْها الدِّلاء وأَفرط الحوضَ والإِناءَ: ملأَه حتى فاض؛ قال ساعدة بن جؤية: فأَزال ناصِحَها بأَبْيَض مُفْرطٍ، من ماء أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ أَي مزَجها بماء غَدِير مملوءٍ؛ وقول أَبي وجزة: لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه، مُسْتَرْفِع لِسُرَى المَوْماة هَيَّاج يُفْرِطُه: يملؤه رَوْعاً حتى يذهَب به. والفَرْطُ، بفتح الفاء: الجبل الصغير، وجمعه فُرُط؛ عن كراع. الجوهري: والفُرُط واحد الأَفْراط وهي آكام شبيهات بالجبال. يقال: البُوم تَنوح على الأَفْراط؛ عن أَبي نصر؛ وقال وعْلَة الجَرْمي: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هل جَنَيْتُ لهم؟ حَرْ بأَتُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ؟ وهل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَبٌ، جَمِّ الصَّواهِلِ، بين السَّهْلِ والفُرُطِ؟ والفُرْط: سَفْحُ الجبال وهو الجَرُّ؛ عن اليزيدي؛ قال حسان: ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه، ومَلأْنا الفُرْطَ منكم والرِّجَلْ وجمعه أَفراط؛ قال امرؤ القيس: وقد أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْيَ غَيْهَب والفَرْط: العَلَم المستقيم يُهتدى به. والفَرْط: رأْس الأَكَمَة وشخصها، وجمعه أَفْراط وأَفْرُط؛ قال ابن بَرّاقة: إِذا الليلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّت نُجومُه،
وصاح من الأَفْراط بُومٌ جواثم وقيل: الأَفْراط ههنا تَباشير الصبح لأَن الهامَ تَزْقو عند ذلك، قال: والأَول أَولى، ونسَب ابن بري هذا البيت للأَجدع الهمداني وقال: أَراد كأَن الهامَ لما أَحسَّت بالصباح صَرَخت. وأَفرطْتُ في القول أَي أَكثرت. وفرَّط في الشيء وفرَّطه: ضيعه وقدَّم العجز فيه. وفي التنزيل العزيز: أَن تقولَ نفسٌ يا حَسْرتا على ما فرَّطْت في جنْب اللّه؛ أَي مَخافة أن تصيروا إِلى حال الندامة للتفريط في أَمر اللّه، والطريق الذي هو طريق الله الذي دعا إِليه، وهو توحيد اللّه والإِقرار بنبوّة رسوله، صلّى الله عليه وسلّم؛ قال صخر البغيّ: ذلك بَزِّي، فَلَن أُفَرِّطَه، أَخافُ أَن يُنْجِزوا الذي وعَدُوا يقول: لا أُخلّفه فأَتقدّم عنه؛ وقال ابن سيده: يقول لا أُضيّعه، وقيل: معناه لا أُقدّمه وأَتخلّف عنه. والفَرَطُ: الأَمر الذي يفرِّط فيه صاحبه أَي يضيّع. وفرَّطَ في جَنْب اللّه: ضيَّع ما عنده فلم يعمل له. وتفارطَت الصلاة عن وقتها: تأَخرت. وفرَّط اللّه عنه ما يكره أَي نَحّاه، وقَلّما يستعمل إِلا في الشعر؛ قال مُرَقِّش: يا صاحبَيَّ، تَلَبَّثا لا تُعْجَلا، وَقِفا برَبْعِ الدار كَيْما تَسْأَلا فلَعَلَّ بُطْأَ كما يُفَرِّط سَيِّئاً، أَو يَسْبِق الإِسراعُ خَيْراً مُقْبِلا والفَرْط: الحِين: يقال: إِنما آتيه الفَرْطَ وفي الفَرْط، وأَتيته فَرْط أَشهر أَي بعدها؛ قال لبيد: هلِ النفْسُ إِلاَّ مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ، تُعارُ، فَتَأْتي رَبَّها فَرْطَ أَشهُر؟ وقيل: الفَرْط أَن تأْتيه في الأَيام ولا تكون أَقلّ من ثلاثة ولا أَكثر من خمس عشرة ليلة. ابن السكيت: الفَرْط أَن يقال آتيك فَرْط يوم أَو يومين. والفَرْط: اليوم بعد اليومين. أَبو عبيد: الفَرْط أَن تلقَى الرجل بعد أَيام. يقال: إِنما تلقاه في الفَرْط، ويقال: لقيته في الفَرْط بعد الفَرْطِ أَي الحِين بعد الحِين. وفي حديث ضُباعة: كان الناس إِنما يذهبون فَرْطَ يوم أَو يومين فيَبْعَرُون كما تَبْعَرُ الإِبل أَي بعد يومين. وقال بعض العرب: مضيت فَرْط ساعة ولم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت، فقيل لهع: ما فرْط ساعة؟ فقال: كمُذ أَخذت في الحديث، فأَدخل الكاف على مُذْ، وقوله ولم أومِن أَي لم أَثِقْ ولم أُصدِّق أَني أَنفلِت. وتفارطَتْه الهموم: أَتته في الفَرْط: وقيل: تسابقت إِليه. وفَرَّط: كَفَّ عنه وأَمهلَه. وفرَّطْت الرجل إِذا أَمهلتَه. والفِراط: التَّرْك. وما أَفرط منهم أَحداً أَي ما ترك. وما أَفْرَطْت من القوم أَحداً أَي ما تركت. وأَفْرَط الشيءَ: نَسِيه. وفي التنزيل: وأَنَّهم مُفْرَطون؛ قال الفراء: معناه منسيُّون في النار، وقيل: منسيُّون مضيَّعون متروكون، قال: والعرب تقول أَفْرَطْت منهم ناساً أَي خَلَّفتهم ونَسِيتهم، قال: ويُقرأُ مُفْرِطون، يقال: كانوا مُفْرِطِين على أَنفسهم في الذنوب، ويروى مُفَرِّطون كقوله تعالى: يا حَسْرتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْب اللّه، يقول: فيما ترَكْتُ وضيَّعت.
فرشط: فَرْشَط الرجلُ فَرْشَطة: أَلصق أَليتيه بالأَرض وتوسَّد ساقيه. وفَرْشَط البعيرُ فَرْشَطة وفِرْشاطاً: برَك بُروكاً مسترخياً فأَلصق أَعضاده بالأَرض، وقيل: هو أَن ينتشر، بِرْكةَ البعير عند البُروك. وفَرْشَطَت الناقة إِذا تفَحَّجَت للحلَب. وفَرْشَط الجملُ إِذا تفَحَّجَ للبول، والفَرْشَطةُ: أَن تفرّج رجليك قائماً أَو قاعداً. والفَرْشَطةُ: بمعنى الفَرْحَجة. وفَرْشَطَ الشيءَ وفَرْشَط به: مدَّه؛ قال: فَرْشَط لمّا كُرِه الفِرْشاطُ بفَيْشةِ، كأَنَّها مِلْطاطُ وفرشط اللحمَ: شرْشَره. ابن بزرج: الفَرْشَطة بسط الرجلين في الركوب من جانب واحد.
فسط: الفَسِيط: قُلامة الظُّفُر، وفي التهذيب: ما يُقلم من الظُّفُر إِذا طال، واحدته فَسيطة، وقيل: الفسيط واحد؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال عمرو بن قَمِيئة يصف الهلال: كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً فَسِيطٌ، لَدَى الأُفْقِ، من خِنْصِرِ يعني هلالاً شبَّهه بقُلامة الظُّفُر وفسره في التهذيب فقال: أَراد بابن مُزْنَتها هلالاً أَهلَّ بين السحاب في الأُفُق الغربيّ؛ ويروى: كأن ابن ليلتها، يصِف هلالاً طلَع في سنة جدْب والسماء مغبَرَّة فكأَنه من وراء الغُبار قُلامة ظفر، ويروى: قَصيص موضع فَسيط، وهو ما قُصَّ من الظفُر. ويقال لقُلامة الظُّفر أَيضاً: الزِّنْقير والحَذْرَفوت. والفَسيطُ عِلاقُ ما بين القِمَع والنواة، وهو ثُفْرُوق التمرة. قال أَبو حنيفة: الواحدة فَسِيطة، قال: وهذا يدل على أَن الفسيط جمع. ورجل فَسِيط النفْس بيِّن الفَساطة: طيِّبها كسفيطها. والفُسطاط: بيت من شعَر، وفيه لغات: فُسْطاط وفُسْتاط وفُسّاط، وكسر التاء لغة فيهنَّ. وفُسطاط: مدينة مِصر، حماها اللّه تعالى. والفُسّاط والفِسّاط والفُسْطاط والفِسْطاط: ضرْب من الأَبنية. والفُسْتاط والفِسْتاط: لغة فيه التاء بدل من الطاء لقولهم في الجمع فَساطيط، ولم يقولوا في الجمع فَساتيط، فالطاء إِذاً أَعمّ تصرُّفاً، وهذا يؤيد أَن التاء في فُسْتاط إِنما هي بدل من طاء فُسْطاط أَو من سين فُسّاط، هذا قول ابن سيده، قال: فإِن قلت فهلاَّ اعْتَزَمْت أَن تكون التاء في فُسْتاط بدلاً من طاء فُسْطاط لأَن التاء أَشْبه بالطاء منها بالسين؟ قيل: بإِزاء ذلك أَيضاً أَنك إِذا حكمت بأَنها بدل من سين فُسّاط ففيه شيئان جيّدان: أَحدهما تغيير الثاني من المثلين وهو أَقيس من تغيير الأَول من المثلين لأَن الاستكراه في الثاني يكون لا في الأَول، والآخر أَن السينين في فُسّاط ملتقيان والطاءان في فُسْطاط مُفْترقتان منفصلتان بالأَلف بينهما، واستثقال المثلين ملتقيين أَحْرَى من استثقالهما منفصلين، وفُسْطاط المِصر: مجتَمَع أَهله حوْل جامِعه. التهذيب: والفُسْطاط مجتَمع أَهل الكُورة حَوالَيْ مسجد جماعتهم. يقال: هؤلاء أَهل الفُسْطاط. وفي الحديث: عليكم بالجماعة فإِنّ يَدَ الله على الفُسْطاطِ، هو بالضم والكسر، يريد المدينة التي فيها مجتمَع الناس، وكلُّ مدينة فُسْطاط؛ ومنه قيل لمدينة مِصر التي بناها عمرو بن العاص: الفُسْطاط. وقال الشعبي في العبد الآبق: إِذا أُخِذ في الفُسْطاط ففيه عشرة دراهِم، وإِذا أُخذ خارج الفُسْطاط ففيه أَربعون. قال الزمخشري: الفُسْطاط ضرْب من الأَبنية في السفَر دون السُّرادق وبه سُميت المدينة. ويقال لمِصر والبصرة: الفُسْطاط. ومعنى قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم: فإِنَّ يَدَ اللّه على الفُسْطاط، أَن جماعة الإِسلام في كَنَف اللّه ووِقايته فأَقيموا بينهم ولا تفارقوهم. قال: وفي الحديث أَنه أَتى على رجل قُطعت يده في سرِقة وهو في فُسْطاطٍ، فقال: مَنْ آوى هذا المُصاب؟ فقالوا: خُزَيْمُ بن فاتِك، فقال: اللهم بارك على آل فاتِك كما آوى هذا المُصاب.
فشط: انْفَشَطَ العُود: انفَضَخَ، ولا يكون إِلا في الرطْب.
فطط: أَهمله الليث. والأَفطُّ: الأَفْطَس.
فطفط: فَطْفَط الرجل إِذا لم يُفهم كلامه. والفَطْفَطة: السَّلْح؛ قال نِجاد الخيبري: فأَكثرَ المَذْبوب منه الضَّرِطا، فظَلَّ يبكي جَزَعاً وفَطْفَطا والمَذْبوب: الأَحمق.
فلط: الفِلاطُ: الفَجْأَة لغة هذيل. لَقِيته فَلَطاً وفِلاطاً أَي فجأَة، هذلية؛ وقال المتنخِّل الهذلي: به أَحْمي المُضافَ، إِذا دعاني، ونَفسي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ ابن الأَعرابي: يقال صادَفه وفارَطه وفالَطه ولاقَطه كله بمعنى واحد. ورُفع إِلى عمر بن عبد العزيز رجل قال لآخر في يَتِيمَةٍ كَفَلها: إِنك تَبُوكها، فأَمر بحدّه، فقال: أَاُضرَب فِلاطاً؟ قال أَبو عبيد: الفِلاط الفَجْأَة، معناه أَاُضرَب فجأَة. ويقال: تكلم فلان فِلاطاً فأَحسن إِذا فاجأَ بالكلام الحسن؛ قال الراجز: ومَنْهَلٍ على غِشاش وفَلَطْ شربتُ منه، بين كُرْهٍ ونَعَطْ ويقال: فَلَط الرجل عن سيفه دُهش عنه، وأَفْلَطه أَمرٌ: فاجَأَه؛ قال المتنخِّل: أَفْلَطَها الليلُ بِعِيرٍ فَتَسْـ *** ـعى، ثوبُها مُجتنِبُ المعْدِلِ أَي فاجَأَها الليل بِعِير فيها زوجها، فأَسرعت من السرور وثوبها مائل عن مَنْكِبها على غير القصد، يصِفها بالحُمْق. وأَفْلَطني الرجل إِفْلاطاً: مثل أَفْلَتني، وقيل لغة في أَفلتني، تميمية قبيحة؛ وقد استعمله ساعدة بن جؤية فقال: بأَصْدَقِ بأْسٍ من خليلِ ثَمينةٍ وأَمضى، إِذا ما أَفْلَطَ القائمَ اليَدُ أَراد أَفْلَت القائمُ اليدَ فَقَلب. والفِلاط: الترْك كالفِراط؛ عن كراع.
فلسط: فِلَسْطِين: اسم موضع، وقيل: فِلَسْطُون، وقيل: فِلَسْطِين اسم كُورة بالشام. ابن الأَثير: فِلَسْطين، بكسر الفاء وفتح اللام، الكُورة المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر وأُمّ بلادها بيت المقدس، صانها الله تعالى، التهذيب: نونها زائدة وتقول: مررنا بفِلَسْطين وهذه فِلَسْطون. قال أَبو منصور: وإِذا نسبوا إِلى فِلَسْطين قالوا فِلَسْطِيّ؛ قال: تَقُلْه فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ وقال ابن هَرْمة: كَأْسٌ فِلَسْطِيَّةٌ مُعَتَّقةٌ، شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنة السَّبَل وفِلَسْطين: بلد ذكرها الجوهري في ترجمة طين؛ قال ابن بري: حقها أن تذكر في فصل الفاء من باب الطاء لقولهم فِلَسْطون.
فوط: الفُوطة: ثوب قصير غليظ يكون مئزراً يجلَب من السِّند، وقيل: الفُوطة ثوب من صوف، فلم يُحَلَّ بأَكثر، وجمعها الفُوَط. قال أَبو منصور: لم أَسمع في شيء من كلام العرب في الفُوَط، قال: ورأَيت بالكوفة أُزُراً مخطَّطة يشتريها الجمَّالون والخدَم فيتَّزرون بها، الواحدة فُوطة، قال: فلا أَدري أَعربيّ أَم لا.
قبط: ابن الأَعرابي: القَبْط الجمع، والبَقْط التَّفْرقة. وقد قَبَط الشيءَ يَقْبِطه قَبْطاً: جمعه بيده. والقُبّاط والقُبَّيْط والقُبَّيْطى والقُبَيْطاء: الناطِف، مشتقّ منه، إِذا خففت مددت وإِذا شددت الباء قصرت. وقَبَّط ما بين عينيه كقَطَّب مقلوب منه؛ حكاه يعقوب. والقِبْط: جِيل بمصر، وقيل: هم أَهل مصر وبُنْكُها. ورجل قِبْطِيّ. والقُبْطِيَّة: ثياب كتان بيض رِقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إِلى القِبْط على غير قياس، والجمع قُباطِيٌّ، والقِبْطِيَّة قد تضم لأَنهم يغيّرون في النسبة كما قالوا سُهِليّ ودُهْريّ؛ قال زهير: ليَأْتِيَنَّك منِّي منطِقٌ قَذَعٌ باقٍ، كما دنَّس القُبْطِيَّة الوَدَكُ قال الليث: لما أُلزِمت الثيابُ هذا الاسم غيروا اللفظ فالإِنسان قِبْطيّ، بالكسر، والثوب قُبْطيّ، بالضم. شمر: القُباطِيّ ثياب إِلى الدقَّة والرقَّة والبياض؛ قال الكميت يصف ثوراً: لِياح كأَنْ بالأَتْحَمِيَّةِ مُسْبَعٌ إِزاراً، وفي قُبْطِيِّه مُتَجَلْبِبُ وقيل: القُبْطُرِيّ ثياب بيض، وزعم بعضهم أَن هذا غلط، وقد قيل فيه: إن الراء زائدة مثل دَمِثٍ ودِمَثْر؛ وشاهده قول جرير: قومٌ ترى صَدَأَ الحديد عليهمُ، والقُبْطُرِيّ من اليَلامِقِ سُودا وفي حديث أُسامة: كساني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قُبْطِيّةً؛ القُبْطِيَّةُ: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء وكأَنه منسوب إِلى القِبْط وهم أَهل مصر. وفي حديث قتل ابن أَبي الحُقَيْقِ: ما دلنا عليه إِلا بياضه في سواد الليل كأَنه قُبْطِيَّة. وفي الحديث: أَنه كَسا امرأَةً قُبْطِيَّة فقال: مُرْها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصِف حَجْم عظامها، وجمعها القُباطِيّ؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تُلْبسوا نِساءكم القَباطِيَّ فإِنه إِن لا يَشِفَّ فإِنه يَصِفُ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِيَّ والأَنْماطَ. والقُنَّبِيطُ: معروف؛ قال جندل: لكن يَرَوْنَ البَصَل الحِرِّيفا، والقُنَّبِيطَ مُعْجِباً طَرِيفا ورأَيت حاشية على كتاب أَمالي ابن بري، رحمه اللّه تعالى، صورتها: قال أَبو بكر الزبيدي في كتابه لحن العامّة: ويقولون لبعض البقول قَنَّبيط، قال أَبو بكر: والصواب قُنَّبيط، بالضم، واحدته قُنَّبيطة؛ قال: وهذا البناء ليس من أَمثلة العرب لأَنه ليس في كلامهم فُعَّليل.
قحط: القَحْط: احتِباس المطر. وقد قَحَط وقَحِطَ، والفتح أَعلى، قَحْطاً وقَحَطاً وقُحوطاً. وقُحِطَ الناس، بالكسر، على ما لم يسم فاعله لا غير قَحْطاً وأُقْحِطوا، وكرهها بعضهم. وقال ابن سيده: لا يقال قُحِطوا ولا أُقْحِطوا. والقَحْطُ: الجدب لأَنه من أَثره. وحكى أَبو حنيفة: قُحِطَ المطر، على صيغة ما لم يسم فاعله، وأَقْحَطَ، على فعل الفاعل، وقُحِطت الأَرض، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهي مَقْحوطة. قال ابن بري: قال بعضهم قَحَط المطر، بالفتح، وقَحِط المكان، بالكسر، هو الصواب، قال: ويقال أَيضاً قُحِط القَطر؛ قال الأَعشى: وهُمُ يُطْعِمون، إِنْ قُحِط القَطْـ *** ـرُ، وهَبَّتْ بشَمْأَلٍ وضَرِيبِ وقال شمر: قُحوط المطر أَن يَحْتَبس وهو محتاج إِليه. ويقال: زمان قاحِط وعام قاحِط وسنة قَحِيط وأَزمُن قَواحِطُ. وعام قَحِط وقَحِيط: ذو قَحْط. وفي حديث الاستسقاء برسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: قَحَط المطر واحمرَّ الشجر هو من ذلك. وأَقْحَط الناس إِذا لم يُمْطَروا. وقال ابن الفرَج: كان ذلك في إِقْحاط الزمان وإِكْحاط الزمان أَي في شدَّته. قال ابن سيده: وقد يُشتقُّ القَحْط لكل ما قلَّ خيره والأَصل للمطر، وقيل: القَحْط في كل شيءٍ قلة خيره، أَصل غير مشتقّ. وفي الحديث: إِذا أَتى الرجلُ القوم فقالوا قَحْطاً فَقَحْطاً له يوم يَلْقَى ربه أَي أَنه إِذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإِنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة، وقَحْطاً منصوب على المصدر أَي قُحِطت قَحْطاً وهو دعاءٌ بالجدْب، فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدْبه من الأَعمال الصالحة. وفي الحديث: من جامع فأَقْحَط فلا غسل عليه، ومعناه أَن يَنتَشِر فيُولج ثم يَفْتُر ذكَرُه قبل أَن يُنزِل، وهو من أَقْحَط الناس إِذا لم يمطروا، والإِقْحاط مثل الإِكْسال، وهذا مثل الحديث الآخر: الماءُ من الماء، وكان هذا في أَوَّل الإِسلام ثم نُسِخَ وأُمِرَ بالاغتسال بعد الإِيلاج. والقَحْطِيّ من الرجال: الأَكُول الذي لا يُبقي من الطعام شيئاً، وهذا من كلام أَهل العِراق؛ وقال الأَزهري: هو من كلام الحاضرة دون أَهل البادية، وأَظنه نُسِب إِلى القَحْط لكثرة الأَكل كأَنه نجا من القَحْط فلذلك كثُر أَكله. وضرْب قَحيط: شديد. والتَّقْحيط: في لغة بني عامر: التَّلْقيح؛ حكاه أَبو حنيفة. والقَحْط: ضرْب من النبْت، وليس بثبت. وقَحْطانُ: أَبو اليمن، وهو في قول نسّابتهم قَحْطان ابن هُود، وبعض يقول قَحْطان بن ارْفَخْشذ بن سام ابن نوح، والنسب إِليه على القياس قَحْطانيّ، وعلى غير القياس أَقْحاطِيّ، وكلاهما عربي فصيح.
قرط: القُرْطُ: الشَّنْف، وقيل: الشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن والقُرْط في أَسفلها، وقيل: القُرْط الذي يعلَّق في شحمة الأُذن، والجمع أَقْراط وقِراط وقُروط وقِرَطة. وفي الحديث: ما يمنع إِحْداكنَّ أَن تصنَع قُرْطين من فضة؛ القُرْطُ: نوع من حُلِيِّ الأُذُن معروف؛ وقَرَّطْت الجارية فتقَرَّطتْ هي؛ قال الراجز يخاطب امرأَته: قَرَّطكِ اللّه، على العَيْنَينِ، عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ وجارية مُقَرَّطة: ذات قُرْط. ويقال للدُّرّة تعلَّق في الأُذُن قُرْط، وللتُّومة من الفضة قُرْط، وللمَعاليق من الذهب قُرْط، والجمع في ذلك كله القِرَطة. والقُرْط: الثُّرَيّا. وقُرْطا النَّصْل: أُذُناه. والقَرَط: شِية حسَنة في المعزى، وهو أَن يكون لها زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيها، فهي قَرْطاء، والذكر أَقْرَط مُقَرَّط، ويستحب في التيس لأَنه يكون مِئناثاً. قال ابن سيده: والقُرَطة والقِرَطة أَن يكون للمعزى أَو التَّيْس زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيه، وقد قَرِطَ قَرَطاً، وهو أَقْرَط. وقَرَّط فَرَسه اللِّجام: مَدَّ يدَه بعِنانه فجعله على قَذاله، وقيل: إِذا وضع اللِّجام وراء أُذنيه. ويقال: قَرَّط فَرَسه إِذا طرح اللِّجام في رأْسه. وفي حديث النعمان بن مقرّن: أَنه أَوصى أَصحابه يومَ نِهاوَنْد فقال: إِذا هزَزْت اللواءَ فَلْتَثِب الرجال إِلى خيولها فيُقَرِّطوها أَعِنّتها، كأَنه أَمرَهم بإِلجامها. قال ابن دريد: تَقْرِيط الفرس له موضعان: أَحدهما طَرْحُ اللجام في رأْس الفرس، والثاني إِذا مدَّ الفارس يده حتى جعلها على قَذال فرسِه وهي تُحْضِر؛ قال ابن بري وعليه قول المتنبي: فقَرِّطْها الأَعِنَّةَ راجعاتٍ وقيل: تَقْرِيطُها حَمْلُها على أَشدّ الخُضْر، وذلك أَنه إِذا اشتدَّ حُضْرها امتدَّ العِنان على أُذُنها فصار كالقُرْط. وقَرَط الكُرّاثَ وقَرَّطه: قطَّعه في القِدْرِ، وجعل ابن جِني القُرْطُم ثلاثيّاً، وقال: سُمِّي بذلك لأَنه يُقَرَّط. وقَرَّطَ عليه: أَعطاه قليلاً. والقُرْط: الصَّرْع؛ عن كراع. وقال ابن دريد: القِرْطي الصَّرْع على القَفا، والقُرْط شُعْلة النار، والقِرط شُعْلة السِّراج. وقَرَّط السراجَ إِذا نزع منه ما احترق ليُضيء. والقُراطة: ما يُقطع من أَنف السراج إِذا عشى، والقُراطة ما احترق من طَرف الفَتيلة، وقيل: بل القُراطة المصباح نفسه؛ قال ساعدة الهذلي: سَبَقْتُ بها مَعابِلَ مُرْهَفات مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراطِ مُسالات: جمع مُسالة، والأَغِرَّة: جمع الغِرار، وهو الحدّ، والجمع أَقْرِطة. ابن الأَعرابي: القِراط السراج وهو الهِزْلقِ. والقِرَّاط والقِيراط من الوزن: معروف، وهو نصف دانِق، وأَصله قِرّاط بالتشديد لأَن جمعه قَراريط فأُبدل من إِحدى حرفي تضعيفه ياء على ما ذكر في دينار كما قالوا ديباج وجمعوه دَبابيج، وأَما القيراط الذي في حديث ابن عمر وأَبي هريرة في تَشْييع الجنازة فقد جاء تفسيره فيه أَنه مثل جبل أُحُد، قال ابن دريرد: أَصل القيراط من قولهم قَرَّط عليه إِذا أَعطاه قليلاً قليلاً. وفي حديث أَبي ذَرّ: ستفتحون أَرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأَهلها خيراً فإِن لهم ذِمّة ورَحِماً؛ القيراط جُزء من أَجزاء الدينار وهو نصف عُشره في أَكثر البلاد، وأَهل الشام يجعلونه جزءاً من أَربعة وعشرين، والياء فيه بدل من الراء وأَصله قِرّاط، وأَراد بالأَرض المُستفتحة مِصر، صانها اللّه تعالى، وخصها بالذكر وإِن كان القيراط مذكوراً في غيرها لأَنه كان يغلِب على أَهلها أَن يقولوا: أَعطيت فلاناً قَراريط إِذا أَسمعه ما يَكْرهه، واذهَبْ لا أُعطيك قَراريطك أَي أَسُبُّك وأُسْمِعك المكروه، قال: ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم، ومعنى قوله فإِن لهم ذمّة ورَحِماً أَنَّ هاجَرَ أُم إسمعيل، عليهما السلام، كانت قِبْطِيّة من أَهْل مصر. والقُرْط: الذي تُعْلَفه الدوابّ وهو شبيه بالرُّطْبة وهو أَجلُّ منها وأَعظم ورَقاً. وقُرْط وقُرَيْط وقَرِيط: بطون من بني كلاب يقال لهم القُروط. وقُرط: اسم رجل من سِنْبِس. وقُرْط: قبيلة من مَهْرة بن حَيْدان. والقَرطِيّة والقُرْطِيّة: ضرْب من الإِبل ينسب إِليها؛ قال: قال ليَ القُرْطِيُّ قَوْلاً أَفهَمُهْ، إِذ عَضَّه مَضْروسُ قِدٍّ يأْلَمُهْ
قرطط: القُرْطاطُ والقِرطاط والقُرْطان والقِرْطان كله لذي الحافر كالحِلْس الذي يُلقى تحت الرحل للبعير؛ ومنه قول الراجز: كأَنَّما رَحْلِيَ والقَراطِطا وهذا الرجز نسبه الجوهري للعجاج، وقال ابن بري: هو للزَّفَيان لا للعجاج، قال: والصحيح في إِنشاده: كأَنَّ أَقْتادِيَ والأَسامِطا، والرَّحْلَ والأَنساعَ والقراطِطا، ضَمَّنْتُهُنَّ أَخْدَرِيّاً ناشِطا وقال حميد الأَرقط: بأَرْحَبِيٍّ مائِرِ المِلاطِ ذي زفْرَةٍ ينْشر بالقِرطاطِ وقيل: هو كالبَرْذعة يُطرح تحت السرج. الأَصمعي: من متاع الرحل البرذعة، وهو الحِلْس للبعير، وهو لذوات الحافر قرْطاط وقِرطان وقُرطان، والطِّنْفِسة التي تلقى فوق الرحل تسمى النُّمْرُقة. وقال الأَزهري في الرباعي: القِرْطالة البرذعة، وكذلك القُرْطاط والقِرْطِيط؛ والقِرْطيطُ: العَجَب. ابن سيده: والقُرطان والقُرْطاط والقِرْطاطُ والقِرْطِيط: الداهية؛ قال أَبو غالب المعنى: سأَلناهَمُ أَن يُرْفِدُونا فأَحْبَلوا، وجاءَتْ بِقِرْطِيطٍ من الأَمر زينبُ والقِرْطِيط: الشيء اليسير؛ قال: فما جادَتْ لنا سَلمى بِقِرْطِيطٍ ولا عُوفَهْ ويقال: ما جاد فلان بِقِرْطيطة أَيضاً أَي بشيء يسير.
قرفط: اقرَنْفَط. تقبَّض. تقول العرب: أُرَيْنِبٌ مُقْرَنْفِطهْ على سَواء عُرْفُطَهٌ، تقول: هرَبتْ من كلب أَو صائد فعلت شجرة. والمُقْرَنْفِطُ: هَنُ المرأَة؛ عن ثعلب؛ وأَنشد لرجل يخاطب امرأَته: يا حَبَّذا مُقْرَنْفِطُك *** إِذْ أَنا لا أُفَرَّطُكْ فأَجابته: يا حبَّذا ذَباذِبُك *** إِذا الشَّبابُ غالِبُك قال الأَزهري: ومن الخماسي المُلحق ما روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي: اقْرَنْفَط إِذا تَقَبَّض واجتمع. واقْرَنْفَطَت العنز إِذا جمعت بين قُطْرَيْها عند السِّفاد لأَن ذلك الموضع يَوْجَعُها.
قرمط: القَرْمَطِيطُ: المُتقارِبُ الخَطْوِ. وقَرْمَطَ في خَطْوِه إِذا قارَب ما بين قدميه. وفي حديث معاوية: قال لعمرو قَرْمَطْتَ، قال: لا؛ يريد أَكَبِرْت لأَن القَرْمَطة في الخطو من آثار الكِبَر. واقْرَمَّط الرجلُ اقْرِمّاطاً إِذا غَضِبَ وتقبَّض. والقَرْمَطة: المُقارَبةُ بين الشيئين. والقُرْموطُ: زَهْر الغَضَا وهو أَحمر، وقيل: هو ضرْب من ثمر العِضاه. وقال أَبو عمرو: القُرْمُوط من ثمر الغَضَا كالرُّمان يشبَّه به الثَّدْي؛ وأَنشد في صفة جارية نَهَدَ ثَدْياها: ويُنْشِزُ جَيْبَ الدِّرْع عنها، إِذا مَشَتْ، حَمِيلٌ كقُرْمُوطِ الغَضَا الخَضِلِ النَّدِي قال: يعني ثديَها. واقْرَمَّط الجلدُ إِذا تقارَب فانضم بعضه إِلى بعض؛ قال زيد الخيل: تَكَسَّبْتُهم في كلِّ أَطْرافِ شِدَّةٍ، إِذا اقْرَمَّطَتْ يوماً من الفَزَعِ الخُصَى والقَرْمَطةُ في الخَطِّ: دِقَّةُ الكتابة وتَداني الحروف، وكذلك القَرْمَطةُ في مَشْي القَطُوفِ. والقَرْمَطةُ في المشي: مُقارَبةُ الخطو وتداني المشي. وقَرْمَطَ الكاتِبُ إِذا قارَب بين كتابته. وفي حديث عليّ: فَرِّج ما بين السُّطورِ وقَرْمِطْ ما بين الحروف. وقَرْمَط البعيرُ إِذا قارَبَ خُطاه. والقَرامِطةُ: جِيلٌ، واحدهم قَرْمَطِيّ. ابن الأَعرابي: يقال لِدُحْرُوجةِ الجُعَل القُرْمُوطةُ. وقال أَعرابي: جاءنا فلان في نِخافَيْن مُلَكَّمَينِ فقاعِيَّين مُقَرْطَمَيْنِ؛ قال أَبو العباس: مُلَكَّمَيْنِ جَوانِبهما رِقاعٌ فكأَنه يَلْكَم بهما الأَرض، وقوله فقاعِيَّين يَصِرّان، وقوله مُقَرْطَمَينِ لهما مِنْقاران.
قسط: في أَسماء اللّه تعالى الحسنى المُقْسِطُ: هو العادِلُ. يقال: أَقْسَطَ يُقْسِطُ، فهو مُقْسِطٌ إِذا عدَل، وقَسَطَ يَقْسِطُ، فهو قاسِطٌ إِذا جارَ، فكأَن الهمزة في أَقْسَطَ للسَّلْب كما يقال شَكا إِليه فأَشْكاه. وفي الحديث: أَنّ اللّهَ لا يَنامُ ولا ينبغي له أَن ينامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويرفَعُه؛ القِسْطُ: المِيزانُ، سمي به من القِسْطِ العَدْلِ، أَراد أَن اللّه يَخفِضُ ويَرْفَعُ مِيزانَ أَعمالِ العِبادِ المرتفعةِ إِليه وأَرزاقَهم النازلةَ من عنده كما يرفع الوزَّانُ يده ويَخْفِضُها عند الوَزْن، وهو تمثيل لما يُقَدِّرُه اللّه ويُنْزِلُه، وقيل: أَراد بالقِسْط القِسْمَ من الرِّزقِ الذي هو نَصِيبُ كل مخلوق، وخَفْضُه تقليلُه، ورفْعُه تكثيره. والقِسْطُ: الحِصَّةُ والنَّصِيبُ. يقال: أَخذ كل واحد من الشركاء قِسْطَه أَي حِصَّتَه. وكلُّ مِقدار فهو قِسْطٌ في الماء وغيره. وتقَسَّطُوا الشيءَ بينهم: تقسَّمُوه على العَدْل والسَّواء. والقِسْط، بالكسر: العَدْلُ، وهو من المصادر الموصوف بها كعَدْل، يقال: مِيزانٌ قِسْط، ومِيزانانِ قسط، ومَوازِينُ قِسْطٌ. وقوله تعالى: ونضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ؛ أَي ذواتِ القِسْط. وقال تعالى: وزِنُوا بالقِسْطاس المستقيم؛ يقال: هو أَقْوَمُ المَوازِين، وقال بعضهم: هو الشَّاهِينُ، ويقال: قُسْطاسٌ وقِسْطاسٌ. والإِقساطُ والقِسْطُ: العَدْلُ. ويقال: أَقْسَطَ وقَسَطَ إِذا عدَلَ. وجاءَ في بعض الحديث: إِذا حكَمُوا عدَلوا وإِذا قسَموا أَقْسَطُوا أَي عَدَلُوا ههنا، فقد جاءَ قَسَطَ في معنى عدل، ففي العدل لغتان: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وفي الجَوْر لغة واحدة قسَطَ، بغيرِ الأَلف، ومصدره القُسُوطُ. وفي حديث عليّ، رضوان اللّه عليه: أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ والمارِقِينَ؛ الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم، والقاسِطُونَ: أَهلُ صِفَّينَ لأَنهم جارُوا في الحُكم وبَغَوْا عليه، والمارِقُون: الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ. وأَقْسطَ في حكمه: عدَلَ، فهو مُقْسِطٌ. وفي التنزيل العزيز: وأَقْسِطُوا إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ. والقِسْط: الجَوْر. والقُسُوط: الجَوْرُ والعُدُول عن الحق؛ وأَنشد: يَشْفِي مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ قال: هو من قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً وقسَطَ قُسوطاً: جارَ. وفي التنزيل العزيز: وأَمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنَّم حَطَباً؛ قال الفراء: هم الجائرون الكفَّار، قال: والمُقْسِطون العادلُون المسلمون. قال اللّه تعالى: إِن اللّه يُحب المقسطين. والإِقْساطُ: العَدل في القسْمة والحُكم؛ يقال: أَقْسَطْتُ بينهم وأَقسطت إِليهم. وقَسَّطَ الشيءَ: فرَّقَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لو كان خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ، وعالِجٌ نَصِيُّه وسَبَطهْ، والشَّامُ طُرّاً زَيْتُه وحِنَطُهْ يأْوِي إِليها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ ويقال: قَسَّطَ على عِيالِه النفَقةَ تَقْسِيطاً إِذا قَتَّرَها؛ وقال الطرمَّاح: كَفَّاه كَفٌّ لا يُرَى سَيْبُها مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها والقِسْطُ: الكُوزُ عنه أَهل الأَمصار. والقِسْطُ: مِكْيالٌ، وهو نِصْف صاعٍ، والفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ. المبرد: القِسْطُ أَربعمائة وأَحد وثمانون دِرهماً. وفي الحديث: إِنَّ النِّساءَ من أَسْفَهِ السُّفَهاء إِلاّ صاحِبةَ القِسْطِ والسِّراج؛ القِسْطُ: نصف الصاع وأَصله من القِسْطِ النَّصِيبِ، وأَراد به ههنا الإِناء الذي تُوَضِّئُه فيه كأَنه أَراد إِلاَّ التي تَخْدُم بعْلها وتَقُوم بأُمُورِه في وُضُوئه وسِراجه. وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: أَنه أَجْرى للناسِ المُدْيَيْن والقِسْطَيْن؛ القِسْطانِ: نَصِيبانِ من زيت كان يرزُقُهما الناسَ. أَبو عمرو: القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبارُ. والقَسَطُ: طُول الرِّجل وسَعَتُها. والقَسَطُ: يُبْسٌ يكون في الرِّجل والرأْس والرُّكْبةِ، وقيل: هو في الإِبل أَن يكون البعير يابس الرِّجلين خِلْقة، وقيل: هو الأَقْسَطُ والناقةُ قَسْطاء، وقيل: الأَقْسَطُ من الإِبل الذي في عَصَب قَوائمه يُبْسٌ خِلقَةً، قال: وهو في الخيل قِصَرُ الفخذ والوَظِيفِ وانْتِصابُ السَّاقين، وفي الصحاح: وانْتصابٌ في رِجلي الدابة؛ قال ابن سيده: وذلك ضَعْف وهو من العُيوب التي تكون خلقة لأَنه يستحب فيهما الانْحناءُ والتوْتِيرُ، قَسِطَ قَسَطاً وهو أَقْسَطُ بَيِّنُ القَسَطِ. التهذيب: والرِّجل القَسْطاءُ في ساقها اعْوِجاجٌ حتى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السَّاقانِ، قال: والقَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ؛ قال امرؤُ القَيْس يَصفُ الخيل: إِذْ هُنَّ أَقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى *** أَوْ كَقَطا كاظِمةَ النَّاهِلِ أَبو عبيد عن العَدَبَّس: إِذا كان البعير يابسَ الرجلين فهو أَقْسَطُ، ويكون القَسَطُ يُبْساً في العنُق؛ قال رؤْبة: وضَرْبِ أَعْناقِهِم القِساطِ يقال: عُنُقٌ قَسْطاء وأَعْناقٌ قِساطٌ. أَبو عمرو: قَسِطَتْ عِظامُه قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزال؛ وأَنشد: أَعطاه عَوْداً قاسِطاً عِظامُه، وهُوَ يَبْكي أَسَفاً ويَنْتَحبْ ابن الأَعرابي والأَصمعي: في رِجله قَسَطٌ، وهو أَن تكون الرِّجل مَلْساء الأَسْفل كأَنَّها مالَجٌ. والقُسْطانِيَّةُ والقُسْطانيُّ: خُيوطٌ كخُيوطِ قَوْسِ المُزْنِ تخيط بالقمر وهي من علامة المطر. والقُسْطانةُ: قَوْسُ قُزحَ ؛ قال أَبو سعيد: يقال لقوس اللّه القُسْطانيُّ؛ وأَنشد: وأُديرَتْ خفَفٌ تَحْتَها، مِثْلُ قُسْطانيِّ دَجْن الغَمام قال أَبو عمرو: القُسْطانيُّ قَوْسُ قُزَحَ ونُهِي عن تسمية قَوْسِ قزحَ. والقُسْطَناس: الصَّلاءَةُ. والقُسْطُ، بالضم: عود يُتَبخَّر به لغة في الكُسْطِ عُقَّارٌ من عَقاقِير البحر، وقال يعقوب: القاف بدل، وقال الليث: القُسط عُود يُجاءُ به من الهِند يجعل في البَخُور والدَّواء، قال أَبو عمرو: يقال لهذا البَخُور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْط؛ وأَنشد ابن بري لبشر ابن أَبي خازِم: وقَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ وقُسْطٍ، ومن مِسْكٍ أَحَمَّ ومن سَلام وفي حديث أُمّ عطِيَّة: لا تَمَسُّ طِيباً إِلاَّ نُبْذةً من قُسْطٍ وأَظْفارٍ، وفي رواية: قُسْط أَظْفار؛ القُسْطُ: هو ضَرْب من الطِّيب، وقيل: هو العُودُ؛ غيره: والقُسْطُ عُقَّار معروف طيِّب الرِّيح تَتَبخَّر به النفساء والأَطْفالُ؛ قال ابن الأَثير: وهو أَشبه بالحديث لأَنه أَضافه إِلى الأَظفار؛ وقول الراجز: تُبْدِي نَقِيّاً زانَها خِمارُها، وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها يقال: هي الساق نُقِلت من كتاب. قُسَيْطٌ: اسم. وقاسطٌ: أَبو حَيّ، وهو قاسِطُ ابن هِنْبِ بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلةَ بن أَسَدِ ابن رَبيعةَ.
قشط: قَشَطَ الجُلَّ عن الفَرس قَشْطاً: نَزَعَه وكَشَفَه، وكذلك غيره من الأَشياء، قال يعقوب: تميم وأَسَد يقولون قَشَطْتُ، بالقاف، وقيس تقول كَشَطْتُ، وليست القاف في هذا بدلاً من الكاف لأَنهما لغتان لأَقوام مختلفين. وقال في قراءة عبد اللّه ابن مسعود: وإِذا السماء قُشِطَتْ، بالقاف، والمعنى واحد مثل القُسْطِ والكُسْطِ والقافُور والكافُور. قال الزجاج: قُشِطَتْ وكُشِطَتْ واحد معناهما قُلِعَتْ كما يُقْله السَّقْف. يقال: كشَطْتُ السقْفَ وقَشَطْتُه. والقِشاط: لغة في الكشاط. وقال الليث: القَشط لغة في الكشط.
قطط: القَطُّ: القطْعُ عامَّة، وقيل: هو قَطعُ الشيء الصُّلب كالحُقَّة ونحوها تَقُطُّها على حَذْو مَسْبُورٍ كما يَقُطُّ الإِنسان قَصَبة على عظم، وقيل: هو القطْعُ عَرْضاً، قَطَّه يقُطُّه قَطّاً: قَطَعه عَرْضاً، واقْتَطَّه فانْقَطَّ واقْتَطَّ ومنه قَطُّ القلم. والمِقَطَّةُ والمِقَطُّ: ما يُقَطُّ عليه القلم. وفي التهذيب: المِقطةُ عُظَيم يكون مع الورّاقِين يقطون عليه أَطراف الأَقلام. وروي عن علي، رضوان اللّه عليه: أَنه كان إِذا عَلا قَدَّ وإِذا توسّط قَطَّ؛ يقول إِذا علا قِرْنَه بالسيف قَدَّه بنِصْفَين طُولاً كما يُقَدّ السير، وإِذا أَصاب وسَطه قَطعَه عرضاً نصفين وأَبانه. ومَقَطُّ الفرس: مُنْقَطَعُ أَضْلاعه. ابن سيده: والمَقط من الفرس منقطع الشَّراسِيفِ؛ قال النابغة الجَعْديّ: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفهِ، إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا قِ، مِن خَشَبِ الجَوْزِ، لم يُثْقَبِ والقِطاطُ: حرْف الجبل والصخرة كأَنما قُطَّ قَطَّاً، والجمع أَقِطَّةٌ؛ وقال أبُو زيد: هو أَعلى حافة الكهف وهي ثلاثة أَقطَّة. أَبو زيد: القَطِيطةُ حافةُ أَعلى الكهفِ، والقِطاطُ: المِثالُ الذي يَحْذُو عليه الحاذِي ويَقْطعُ النعل؛ قال رؤبة: يا أَيُّها الحاذِي على القِطاطِ والقِطاطُ: مَدار حافر الدابَّةِ لأَنه كأَنه قُطَّ أَي قُطِعَ وسُوِّيَ؛ قال: يَرْدي بِسُمْرٍ صُلْبةِ القِطاطِ والقَطَطُ: شعر الزّنْجِيّ. يقال: رَجل قَطَطٌ وشعر قَطَطٌ وامرأَة قَطَطٌ، والجمع قَطَطُونَ وقَطَطاتٌ، وشعر قَطٌّ وقطَطٌ: جَعْد قصير، قَطَّ يَقَطُّ قَطَطاً وقَطاطةً وقَطِطَ، بإِظهار التضعيف، قَطّاً، وهو طَرِيفٌ. وجَعْدٌ قَطَطٌ أَي شدِيدُ الجُعودةِ. وقد قَطِطَ شعره، بالكسر، وهو أَحد ما جاء على الأَصل بإِظهار التضعيف، ورَجل قَطُّ الشعر وقَطَطُه بمعنى، والجمع قَطُّون وقَطَطُون وأَقْطاطٌ وقِطاطٌ؛ قال الهذلي: يُمشَّى بَيْننا حانوتُ خَمْرٍ، من الخُرْس الصَّراصِرةِ القِطاطِ والأُنثى قطّةٌ وقَطَطٌ، بغير هاء. وفي حديث المُلاعَنة: إِن جاءتْ به جَعْداً قَطَطاً فهو لفلان؛ والقَطَطُ: الشديدُ الجعُودةِ، وقيل: الحسَنُ الجعُودةِ. الفراء: الأَقَطُّ الذي انْسَحَقت أَسنانه حتى ظهرت دَرادِرُها، وقيل: الأَقطُّ الذي سقطت أَسنانه. ابن سيده: ورجل أَقَطُّ وامرأَة قَطَّاء إِذا أَكلا على أَسْنانِهما حتى تَنْسحِقَ؛ حكاه ثعلب. والقَطَّاطُ: الخَرَّاطُ الذي يعمل الحُقَق؛ وأَنشد ابن بَري لرؤبة يصف أُتُناً وحماراً: سَوَّى، مَساحِيهنَّ، تَقطِيطَ الحُقَقْ، تَقْلِيلُ ما قارَعْنَ مِن سُمِّ الطُّرَق أَراد بالمساحِي حَوافرَهن لأَنها تَسْحِي الأَرض أَي تَقْشُرها، ونصَب تقطيطَ الحقق على المصدر المشبه به لأَن معنى سَوّى وقطَّط واحد، والتقْطِيطُ: قطع الشيء، وأَراد تقطيع حُقَق الطِّيب وتَسْويتَها، وتقْليلُ فاعل سَوّى أَي سَوّى مَساحِيَهنَّ تكسيرُ ما قارَعَتْ من سُمّ الطُّرَق، والطُّرَقُ جمع طُرْقَة وهي حجارة بعضها فوق بعض. وحديث قتل ابن أَبي الحُقَيْق: فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أَنْفَذَه فجعل يقول: قَطْني قَطْني. قَطَّ السِّعْرُ يَقِطُّ، بالكسر، قَطّاً وقُطُوطاً، فهو قاطٌّ ومَقْطُوطٌ بمعنى فاعِل: غَلا. ويقال: وردْنا أَرضاً قَطّاً سِعْرُها؛ قال أَبو وجْزَة السَّعْدِيّ: أَشْكُو إِلى اللّهِ العَزِيز الجَبّارْ، ثُمَّ إِلَيْكَ اليَوْمَ بُعْدَ المُسْتارْ، وحاجةَ الحَيِّ وقَطَّ الأَسْعارْ وقال شمر: قَطَّ السِّعْرُ، إِذا غَلا، خَطأ عندي إِنما هو بمعنى فَتَر، وقال الأَزهري: وَهِمَ شمر فيما قال. وروي عن الفراء أَنه قال: حَطَّ السِّعْرُ حُطُوطاً وانْحَطَّ انْحِطاطاً وكسَر وانكسر إِذا فَتَر، وقال: سِعْرٌ مَقْطُوطٌ وقد قَطَّ إِذا غَلا، وقد قَطَّه اللّه. ابن الأَعرابي: القاطِطُ السِّعْر الغالي. الليث: قَطْ خفِيفة بمعنى حَسْب، تقول: قَطْكَ الشيء أَي حَسْبُك، قال: ومثله قد، قال وهما لم يتمكنا في التصريف، فإِذا أَضفتهما إِلى نفسك قُوّيَتا بالنون قلت: قَطْني وقَدْني كما قَوَّوا عنِّي ومني ولَدُنِّي بنون أُخرى، قال: وقال أَهل الكوفة معنى قطني كفاني فالنون في موضع نصب مثل نون كفاني، لأَنك تقول قَطْ عبدَ اللّهِ دِرهمٌ، وقال أَهل البصرة: الصواب فيه الخفض على معنى حَسْبُ زيدٍ وكَفْيُ زيدٍ درهمٌ، وهذه النون عماد، ومَنَعَهم أَن يقولوا حَسْبُني أََن الباء متحركة والطاء من قط ساكنة فكرهوا تغييرها عن الإِسكان، وجعلوا النون الثانية من لدنّي عماداً للياء. وفي الحديث في ذكر النار: إِنَّ النارَ تقول لربها إِنك وعَدْتَنِي مِلْئي، فيَضَع فيها قدَمَه، وفي رواية: حتى يضع الجبَّارُ فيها قَدَمه فتقول: قَطْ قَطْ بمعنى حَسْب، وتكرارها للتأْكيد، وهي ساكنة الطاء، ورواه بعضهم قَطْني أَي حَسْبِي. قال الليث: وأَما قَطُّ فإِنه هو الأَبَدُ الماضي، تقول: ما رأَيت مثله قَطُّ، وهو رفع لأَنه مثل قبلُ وبعدُ، قال: وأَما القَطُّ الذي في موضع ما أَعطيته إِلا عشرين قَطِّ فإِنه مجرور فرقاً بين الزمان والعَددِ، وقَطُّ معناها الزمان؛ قال ابن سيده: ما رأَيته قَطُّ وقُطُّ وقُطُ، مرفوعة خفيفة محذوفة منها، إِذا كانت بمعنى الدهر ففيها ثلاث لغات وإِذا كانت في معنى حَسْب فهي مفتوحة القاف ساكنة الطاء، قال بعض النحويين: أَمّا قولهم قَطُّ، بالتشديد، فإِنما كانت قَطُطُ وكان ينبغي لها أَن تسكن، فلما سكن الحرف الثاني جعل الآخِر متحركاً إِلى إِعرابه، ولو قيل فيه بالخفض والنصب لكان وجهاً في العربية، وأَما الذين رفعوا أَوَّله وآخره فهو كقولك مُدُّ يا هذا، وأَما الذين خففوه فإِنهم جعلوه أَداة ثم بَنَوْه على أَصله فأَثبتوا الرَّفْعة التي كانت تكون في قط وهي مشددة، وكان أَجود من ذلك أَن يجزموا فيقولوا ما رأَيته قُطْ، مجزومة ساكنة الطاء، وجهة رفعه كقولهم لم أَره مُذُ يومان، وهي قليلة، كله تعليل كوفي ولذلك لفظ الإِعراب موضع لفظ البناء هذا إِذا كانت بمعنى الدهْر، وأَما إِذا كانت بمعنى حسب، وهو الاكتفاء، قال سيبويه: قط ساكنة الطاء معناها الاكتفاء، وقد يقال قَطٍ وقَطِي، وقال: قَطُ معناها الانتهاء وبنيت على الضم كحَسْبُ. وحكى ابن الأَعرابي: ما رأَيته قَطِّ، مكسورة مشددة، وقال بعضهم: قَطْ زيداً دِرْهَمٌ أَي كفاه، وزادوا النون في قَطْ فقالوا قَطْني، لم يريدوا أَن يكسروا الطاء لئلا يجعلوها بمنزلة الأَسماء المتمكنة نحو يَدِي وهَنِي. وقال بعضهم: قطني كلمة موضوعة لا زيادة فيها كحسبي؛ قال الراجز: امتَلأَ الحوْضُ وقال: قَطْنِي، سَلا رُوَيْداً، قد ملأْتَ بَطْنِي وإِنما دخلت النون ليسلم السكون الذي يبنى الاسم عليه، وهذه النون لا تدخل الأَسماء، وإِنما تدخل الفعل الماضي إِذا دخلته ياء المتكلم كقولك ضربني وكلمني لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجرّ، وإِنما أَدخلوها في أَسماء مخصوصة قليلة نحو قَطْنِي وقَدْني وعَنِّي ومنِّي ولَدُنِّي لا يقاس عليها، فلو كانت النون من أَصل الكلمة لقالوا قَطْنُكَ وهذا غير معلوم. وقال ابن بري: عني ومني وقطني ولدني على القياس لأَن نون الوقاية تدخل الأَفعال لِتقيَها الجرّ وتبقي على فتحها، وكذلك هذه التي تقدمت دخلت النون عليها لتقيها الجرّ فتبقي على سكونها، وقد يُنصب بقَطْ، ومنهم من يخفض بقط مجزومة، ومنهم من يبنيها على الضم ويخفض بها ما بعدها، وكلُّ هذا إِذا سمي به ثم حقّر قيل قطيط لأَنه إِذا ثُقِّل فقد كُفِيت، وإِذا خفف فأَصله التثقيل لأَنه من القَطّ الذي هو القَطْعُ. وحكى اللحياني: ما زال هذا مذ قُطُّ يا فتى، بضم القاف والتثقيل،قال: وقد يقال ما لَه إِلا عشرة قَطْ يا فتى، بالتخفيف والجزم، وقَطِّ يا فتى، بالتثقيل والخفض. وقَطاطِ: مبنية مثل قَطام أَي حسبي؛ قال عمرو بن مَعْدِيكَرِب: أَطَلْتُ فِراطَهم، حتى إِذا ما قَتلْتُ سَراتَهمْ قالتْ: قَطاطِ أَي قطْني وحسْبي؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده أَطلت فِراطَكم وقتلت سَراتَكم بكاف الخطاب، والفِراطُ: التقَدُّم؛ يقول: أَطلت التقدُّم بوَعِيدي لكم لتخرجوا من حقِّي فلم تفعلوا. والقِطُّ: النَّصِيبُ. والقِطُّ: الصَّكُّ بالجائزةِ. والقِطُّ: الكتاب، وقيل: هو كتاب المُحاسَبةِ؛ وأَنشد ابن بري لأُمَيَّةَ بن أَبي الصلت: قَوْم لهم ساحةُ العِرا قِ جَميعاً، والقِطُّ والقَلم وفي التنزيل العزيز: عَجِّلْ لنا قِطَّنا قبل يوم الحساب، والجمع قُطوطٌ؛ قال الأَعشى: ولا المَلِكُ النُّعْمانُ، يوم لَقِيتُه بغِبْطَته، يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ قوله: يأْفِقُ يُفَضِّلُ، قال أَهل التفسير مجاهد وقتادة والحسن قالوا: عجِّل لنا قِطَّنا، أَي نَصِيبنا من العذاب. وقال سعيد بن جبير: ذُكرت الجنة فاشْتَهوْا ما فيها فقالوا: ربنا عجِّل لنا قطنا، أَي نصيبنا. وقال الفراء: القِطّ الصحيفة المكتوبة، وإِنما قالوا ذلك حين نزل: فأَمَّا من أُوتيَ كتابه بيمينه، فاستهزؤُوا بذلك وقالوا: عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحِساب. والقِطُّ في كلام العرب: الصَّكُّ وهو الحظ. والقِطُّ: النصيب، وأَصله الصحيفة للإِنسان بصلة يوصل بها، قال: وأَصل القِطّ من قطَطْتُ. وروي عن زيد ابن ثابت وابن عمر أَنَّهما كانا لا يَريانِ ببيع القُطوطِ إِذا خرجت بأْساً، ولكن لا يحل لمن ابتاعَها أَن يبيعها حتى يَقْبِضَها. قال الأَزهري: القُطوطُ ههنا جمع قِطّ وهو الكتاب. والقِطُّ: النصيب، وأَراد بها الجوائز والأَرْزاقَ، سميت قُطوطاً لأَنها كانت تخرج مكتوبة في رِقاع وصِكاكٍ مقطوعة، وبيعُها عند الفقهاء غير جائز ما لم يَتحصَّل ما فيها في مِلْك من كُتِبت له معلومة مقبوضة. الليث: القِطَّةُ السِّنَّوْرُ، نعت لها دون الذكر. ابن سيده: القِطُّ السنور، والجمع قِطاطٌ وقِطَطة، والأُنثى قِطَّة، وقال كراع: لا يقال قِطَّة؛ قال ابن دريد: لا أَحسبها عربية؛ قال الأَخطل: أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها، فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ؟ ومضَى قِطٌّ من الليل أَي ساعة؛ حكي عن ثعلب. والقِطْقِطُ، بالكسر: المطَر الصِّغار الذي كأَنه شَذْر، وقيل: هو صغار البَرَدِ، وقد قَطْقَطت السماء فهي مُقَطْقِطةٌ، ثم الرَّذاذُ وهو فوق القِطْقِط، ثم الطَّشُّ وهو فوق الرّذاذِ، ثم البَغْشُ وهو فوق الطشّ، ثم الغَبْيةُ وهو فوق البَغْشةِ، وكذلك الحَلْبةُ والشَّجْذةُ والخَفْشةُ والحَكْشةُ مثل الغَبْيةِ. وقال الليث: القِطْقِطُ المطر المتفرّق المُتتابِعُ المُتحاتِنُ. أَبو زيد: أَصغر المطر القِطْقِطُ. ويقال: جاءت الخيلُ قَطائطَ، قَطيعاً قَطِيعاً؛ قال هِمْيانُ: بالخيْلِ تَتْرَى زِيَماً قَطائطا وقال عَلْقَمةُ بن عَبْدة: ونحنُ جَلَبْنا مِن ضَرِيّةَ خَيْلَنا، نُكَلِّفُها حَدَّ الإِكامِ قَطائطا قال أَبو عمرو: أَي نُكَلِّفُها أَن تقْطَع حدّ الإِكامِ فتقْطَعَها بحوافرها؛ قال: وواحد القَطائطِ قَطُوطٌ مثل جَدُودٍ وجَدائدَ، وقال غيره: قَطائطاً رِعالاً وجَماعاتٍ في تَفْرِقة. ويقال: تَقَطْقَطَت الدَّلْو إِلى البئر أَي انْحَدَرَت؛ قال ذو الرمة يصف سُفْرةً دَلاَّها في البئر: بمَعْقُودة في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ إِلى الماء، حتى انْقَدَّ عنها طَحالِبه ابن شميل: في بطن الفرس مَقاطُّه ومَخِيطُه، فأَما مِقَطُّه فطرفه في القَصِّ وطرفه في العانة. وفي حدجيث أُبَيّ وسأَل زِرَّ بن حُبَيْش عن عدد سورة الأَحزاب فقال: إِمّا ثلاثاً وسبعين أَو أَربعاً وسبعين، فقال: أَقَطْ؟ بأَلف الاستفهام أَي أَحَسْبُ؟ وفي حديث حَيْوةَ بن شُرَيْح: لقِيتُ عُقْبةَ بن مُسْلم فقلت له: بلَغني أَنك حدَّثْتَ عن عبدِ اللّه بن عمرو بن العاص أَن رسول الله، صلّى اللّ عليه وسلّم، كان يقول إِذا دخل المسجد: أَعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسُلْطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال: أَقَطْ؟ قلت: نعم. وقَطْقَطَتِ القَطاةُ والحَجلة: صَوَّتت وحدها. وتَقَطْقَطَ الرجلُ: رَكِبَ رأْسَه. ودَلَجٌ قَطْقاطٌ: سَريع؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: يَسِيحُ بعد الدَّلَجِ القَطْقاطِ، وهو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ وقُطَيْطِ: اسم أَرض، وقيل: موضع؛ قال القُطامِي: أَبَتِ الخُرُوجَ من العِراقِ، ولَيْتَها رَفَعَت لنا بقُطَيْقِط أَظْعانا ودارةُ قُطْقُطٍ؛ عن كراع. والقُطْقُطانةُ، بالضم: موضع، وقيل: موضع بقُرب الكوفة؛ قال الشاعر: مَن كان يَسأَلُ عَنّا أَيْنَ مَنْزِلُنا؟ فالقُطْقُطانةُ مِنّا مَنْزِلٌ قَمن
قعط: قعَطَ الشيءَ قَعْطاً: ضبطه. والقَعْطُ: الشدَّةُ والتضْيِيقُ. يقال: قعَط فلان على غَرِيمه إِذا شدّد عليه في التقاضي. وقعَط وثاقَه أَي
شدَّه. والقَعْطةُ المرّة الواحدة؛ قال الأَغلب العجلي: كَمْ بعدَها من وَرْطةٍ ووَرْطةِ، دافَعها ذُو العَرْشِ بعدَ وَبْطَتِي، ودافَع المَكْروهَ بعدَ قَعْطَتِي ابن الأَعرابي: المِعْسَرُ الذي يُقَعِّطُ على غَرِيمه في وقت عُسْرته؛ يقال: قعَّط على غريمه إِذا أَلَحَّ عليه. والقاعِطُ: المُضَيَّقُ على غريمه. وفي نوادر الأَعراب: قَعَّطَ فلان على غريمه إِذا صاح أَعْلَى صياحِه، وكذلك جَوَّق وثَهِتَ وجَوَّرَ. وقعَط عِمامتَه يَقْعَطُها قَعْطاً واقْتَعَطَها: أَدارها على رأْسه ولم يَتَلحَّ بها، وقد نُهِيَ عنه. وفي الحديث: أَنه أَمَر المُتَعَمِّمَ بالتلَحِّي ونهَى عن الاقْتِعاطِ؛ هو شدُّ العِمامة من غير إِدارة تحت الحنك. قال ابن الأَثير: الاقْتِعاطُ هو أَن يَعْتَمّ بالعِمامة ولا يجعل منها شيئاً تحت ذَقَنه. وقال الزمخشري المِقْعَطةُ والمِقْعَطُ العِمامة منه، وجاء فلان مُقْتَعِطاً إِذا جاء متعمماً طابِقيّاً، وقد نُهِيَ عنها، ونحو ذلك قال الليث، ويقال: قَعَطْتُه قَعْطاً؛ وأَنشد: طُهَيّةُ مَقْعُوطٌ عليها العَمائمُ أَبو عمرو: القاعِطُ اليابِسُ. وقعَط شعرُه من الحُفوفِ إِذا يَبِسَ. والقَعْوَطةُ: تَقْويض البِناء مثل القَعْوَشةِ. الأَزهري: قَعْوَطُوا بُيوتهم إِذا قَوَّضُوها وجَوَّرُوها. وأَقْعَطْت الرجلَ إِقْعاطاً إِذا ذَلَّلْتَه وأَهَنْتَه. وقَعِطَ هو إِذا هانَ وذَلَّ. والقَعْطُ: الكشْفُ. وقد أَقْعَطَ القومُ عنه أَي انكشَفُوا. وقَعط الدوابَّ يَقْعَطُها قَعْطاً وقَعَّطَها: ساقَها سَوْقاً شديداً. ورجل قَعّاطٌ وقِعاطٌ: سوّاق عَنِيف شديد السَّوق. وأَقْعَط في أَثره: اشتدَّ. والقَعْطُ: الطرْدُ. وهو يُقَعِّط الدوابّ إِذا كان عجولاً يسوقُها شديداً. والقَعَّاط والمُقَعِّطُ: المُتكبّر الكَزُّ. والقُعَيْطةُ: أُنثى الحَجل. الأَزهري: قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعضبِيّ شديد، قال: وكذلك قَرَب مُقَعَّطٌ.
قعمط: الأَزهري: القُعْموطةُ والبُعْقُوطةُ، كله: دُحْرُوجةُ الجُعلِ.
قفط: قَفَط الطائرُ الأُنثى وقَمَطها يَقْفُطُها ويَقْفِطُها قَفْطاً وقَفِطَها: سَفَدها، وقيل: القَفْطُ إِنما يكون لذواتِ الظِّلف، وذَقط الطائرُ يَذْقِطُ ذَقْطاً. ابن شميل: القَفْطُ شدَّة لَحاقِ الرَّجل المرأَةَ أَي شدة احْتِفازه، والذَّقْطُ غَمْسُه فيها، والقَفْطُ نحوه. يقال: مَقَطها ونَخَسها وداسها يَدُوسها، والدَوْسُ النَّيْكُ. وقَفَطَ الماعِزُ: نَزا. واقْفاطَّتِ المِعزى اقْفيطاطاً: حَرَصَت على الفحل فمدَّت مُؤخّرها إِليه. واقْتَفَط التيْس إِليها واقْتَفَطها وتَقافَطا تَعاوَنا على ذلك. والقَفَطى والقَيْفطُ، كلاهما: الكثير الجماع؛ القَيْفَطُ على فَيْعل من القَفْط مثل خَيْطف من الخَطْف، والتيْسُ يَقْتَفِطُ إِليها ويَقْتَفِطها إِذا ضم مُؤخّره إِليها. وقَفَطنا بخير: كافأَنا. وقال الليثُ: رُقْيةُ العقرب «شَجّة قَرنِيّة مِلْحة بَحْري قَفَطي» يقرؤها سبع مرات، وقل هو اللّه أَحد، سبع مرات.
قلط: القَلَطِيُّ: القصير جِدّاً. ابن سيده: القَلَطِيُّ والقُلاطُ والقِيلِيطُ، وأَرى الأَخيرة سواديّةً، كله: القصير المجتمع من الناس والسَّنانير والكلاب. والقَيْلِيطُ، وقيل القَيْلَطُ: المُنْتفِخ الخُصْية، ويقال له ذو القَيْلطِ. والقِيلِطُ: الآدَرُ وهو القَيْلةُ. ابن الأَعرابي: القَلْطُ الدَّمامةُ. والقلَّوْط، يقال، واللّه أَعلم: إِنه من أَولاد الجنّ والشياطين. والقِليطُ: العظيم البيضتين.
قلعط: اقْلَعَطّ الشعرُ: جَعُد كشعر الزّنْج، وقيل: اقْلَعَطّ واقْلَعَدّ، وهو الشعر الذي لا يطول ولا يكون إِلا مع صلابة الرأْس؛ وقال:فما نُهْنِهْتُ عن سَبْطٍ كَمِيٍّ، ولا عن مُقْلَعِطِّ الرأْسِ جَعْدِ وهي القَلْعَطةُ؛ وأَنشد الأَزهري: بأَتْلع مُقْلَعِطِّ الرأْسِ طاط
|